Saturday, September 6, 2008

مغامرة رمضانية

أولا: صحيح إني متأخرة ... لكن أحب أبارك لكم بالشهر الفضيل
اليوم جاءنا زائر غير عادي ليثير الضجة في المنزل و يرعب الوالدة لتقوم بإعلان حالة الطوارئ في المنزل، فقدوم دورية الشرطة كان بالنسبة لوالدتي من أرعب الأفلام المرعبة على الإطلاق و الذي زاد الطين بلة ... هو أنه الشرطة كانت تتبع أخي الصغير... و عندما لاحظت الوالدة وجود دورية الشرطة في حوش المنزل ... هرعت إلي لتخبرني عن وجود الدورية و أن أخي قبل فترة قليلة ... دخل المنزل مسرعا المنزل و قد خرج بسرعة ... و قالت : "أكيد مسوي له مصيبة" حاولت أن أطمئنها بقولي بأن أخي أعلم الناس بالقوانين في الدولة ... خاصة و أنه يعمل كشرطي ... و السبب الثاني ..أنه مثلما قالت دخل مبتسما فليس من المعقول أن يبتسم و هو ملاحق من الشرطة ... ردت علي بأنه هناك العديد من الروايات التي سمعتها عن أبناء دخولوا بيوت أهاليهم و كأن شيئا لم يكن لتأتي الشرطة و تلقي القبض عليهم في عقر ديارهم... عدت لأطمئنها و أخبرتها بأن الشرطة لا يمكن أن تدخل بيت أحد من دون تصريح من المحكمة و من دون إخبار أهل المنزل بأنهم يريدون التفتيش ... و لكن كل ذلك لم يهدئ من روع الوالدة ... حاولت اقناعها بشتى السبل و لكنها لم ترض بالإقتناع خاصة بعد أن شاهدت أخي و هو يصعد سيارة الدورية ... ثم أخبرتها لتطل من النافذة لكي نحاول تحليل ما يجري ... أولا: لو كانت الشرطة تلاحق أخي لكانت رحلت الآن لأنها في هذه الحالة تكون قد أمسكت بالمذنب و يجب أن تعود به لمركز الشرطة لإجراء التحقيقات ... ثانيا: كما ترين فإن سيارة أخي "الكروزر" غير مطفئة و من المستحيل أن يترك أخي سيارته و هي تعمل من دون أن يطفئها ... ثالثا: ألا تلاحظين أن أنوار السيارة قد وجهت نحو سيارته الآخرى و أن رجال الشرطة كانوا يعاينونها مع أخي ثم صعدوا إلى الدورية ... مما يعني أنهم يتناقشون بأمر ما ... هدأ ما قلته بعض روعها و بعد تفكير قالت "تعالي هو قالي سوى حادث أمس و الدورية ما ياته عشان يعطونه الورقة حق الوكالة يمكن عشان جي هم يايين اهني عشان يشوفون السيارة لكن حتى لو .. ليش ما سار لهم بسيارته .. ليش لحقوه لين البيت "صدمتي كلماتها ... بعد كل ما تعرفينه لازلتي تخافين ... قلت لها ... "امايا و الله بتييبين لي نوبة قلبية ... يعني ما شاء الله عليج ... أي تصرف انسويه أو قلنا أي كلمة بسيطة تثير الشك عندج ..بتيينا في اليوم الثاني و تحتشرين علينا و ما بتودرينا إلا بعد ما انقولج كل شي من الألف للياء ... يعني أكيد لو كان مسوي شي كنتي لاحظتي عليه و ما سكتي له... و بعدين دام هو قالج عن سالفة الحادث ليش محتشرة ألحين " فردت علي بقولها: "لأنه أساسا لو الشرطة ياية اتعاين السيارة بس ... يواحون راحوا .. و بعدين أساسا كان شلها عندهم بدل ما يخليهم اييون البيت ... و فوق هذا كله كان رد علي و أنا أدق " بعد أن قالت جملتها الأخيرة اقتنعت أن الوالدة - حفظها الله - تريد أن تسمع التفاصيل من أخي ... أخبرتها بأنه ليس عليها سوى أن تنتظره حتى يأتي لتستفسر منه ما حدث ... و ما إن عاد حتى بدأ التحقيق و تحليل أقواله من قبل الوالدة رعاها الله ... ما يعجبني أنها لا تحب أن تترك شي لا تعرفه عنا ... و أنها تعاملنا كأنها صديقة تستطيع فهم كل ما نقوله و أننا نستطيع فتح النقاش معها في كل أمورنا حتى أمور العمل ... الحمدلله الذي رزقني بوالدة مثلها
ختاما ... بدأ الفصل الدراسي الأخير لي في الجامعة و أنا الآن أحاول الإستمتاع بكل لحظة أقضيها في الجامعة... دعواتكم
همسة: أحب نفسي عندما أقاوم كل اللذات في رمضان

No comments: